بقلم: جيسيكا كروز
المساهمون الأهم في معظم الأحيان في مشاريع التقارير الدولية هم الذين يعملون في الكواليس: الوسطاء
يقول جوشوا ليونارد وهو منتج تلفزيون واقع ويخرج عروضا يتم تصويرها في العديد من البلدان إن الوسطاء مهمين في أي منطقة لا تعرفها. حتى عندما يصورون في بلد يتكلم شعبه الإنجليزية، فهم يستأجرون وسيطا لجعل عمل الفريق أسهل وفق ما يضيف لوينارد.
يختلف كل وسيط عن الآخر، ولكن على نطاق واسع، فإن الوسطاء يعملون كمصدر للمعرفة المحلية للشبكات الإعلامية، شركات الإعلان ومؤسسات أخرى تحتاج خدمات لوجستية، مترجمًا وفي بعض الأحيان لمساعد منتج في البلدان الأجنبية.
“لدينا أشخاص من ذوي الخلفيات الأكاديمية، ضباط شرطة سابقين، موظفي حكومة سابقين، عاملين في مجال التواصل، أشخاصًا مع أنواع مختلفة من المعرفة ما يشكل قيمة كبيرة”، وفق ما يقول مايك غارود وهو مدير عالم الوسطاء وهي منصة تصل الزبائن بالوسطاء حول العالم.حاليا تضم المنصة أكثر من 6500 عضو.
يقول حبيب زهوري الوسيط والصحفي الأفغاني إن الوسيط الجيد يذهب أبعد من معرفة لغة ثانية، ويضيف إن معرفة المنطقة بغاية الأهمية ولكن ما يجعل الوسيط جيدا هو العلاقات الجيدة.
ويقول زهوري إنه إذا لم تكن تعرف الناس، لن تكون قادرا على الحصول على ما يحتاجه الزملاء، لدي أكثر من 10000 رقم هاتف جمعتها خلال سنوات، في بعض الأحيان أتصل باشخاص لا أحتاج إجراء مقابلة معهم بل فقط من أجل بناء علاقة.
بدأ زهوري العمل كمترجم لشبكة دولية بسبب الحاجة المادية، وما لبث أن وجد العمل تجربة تفتح الكثير من المجالات وفق ما يقول بنفسه. ويضيف: “فتحت التجربة العديد من الأبواب، في معرفة العالم، السياسة، الأشياء التي كانت تحصل في افغانستان، لم أكن أعلم ماذا يجري في البلد، ولكن ما أن بدأت السفر إلى خارج البقعة التي أعيش فيها في كابول، أدركت أن الناس تعاني وأن هناك حربا في كل مكان”.
في مناطق الصراعات يواجه الوسطاء خطرًا أكبر على سلامتهم من المراسلين الدوليين.هذا أثار أسئلة حول درجة مسؤولية الصحفيين ووكالات الأنباء عن المحافظة على حماية الوسطاء، مقابل متابعة قصة طموحة.
ويقول زهوري إنه عندما يسافر الصحفيون إلى هذه البلدان عليهم ألا يضغطوا على السائقين والوسطاء ليجلبوا لهم كل ما يريدون، إذا قال الوسيط إن هذا الأمر مستحيل فهذا لأن حياته ستكون بخطر وعليك أن تحترم هذا.
جدل آخر طويل الأمد هو ما إذا كان الوسطاء يحصلون على التقدير الكافي (وذكر اسمهم) على عملهم على القصة. ويقول زهوري “أشعر إنه يجب أن نكرم فكريا ايضا على عملنا، ليست قضية مالية”.
خارج مناطق النزاع يجد الوسطاء أنفسهم تحت طلب كبير عندما تتدفق وكالات الأنباء العالمية إلى مناطقهم لتغطية أحداث ضخمة كما حصل في البرازيل خلال الألعاب الأولمبية في صيف 2016 وكذلك كاس العالم لكرة القدم في 2014.
تقول كارين بيتي وهي واحدة من مالكي قاعدة البرازيل الإعلامية التي تؤمن وسطاء وتسهيلات لوسائل الإعلام الاجنبية في البرازيل إنه كلما كانت البنية التحتية في بلد ما أكثر خطورة كلما كان ضروريا الإستعانة بوسيط خصوصا في المناطق غير الآمنة والتي لا يتكلم أهلها الإنجليزية.
حتى وإن لم يكن الوسطاء يعملون في مناطق حرب يبقى عملهم يحمل تحديات.
تقول بيتي إنه على الوسيط أن يعلم أن الأمر ليس دائما براقًا ففي بعض الأحيان يتطلب الأمر ساعات عمل طويلة، عليها أن تكون قادرة على حمل الحقائب، التخطيط اللوجستي، حجز النقليات والإقامة والتعامل مع الحالات الطارئة كمرض الصحفي على سبيل المثال.
الوسطاء الذين يسعون لدعم أكبر يمكنهم تفقد منصة هاك باك التي تهدف لوصل الوسطاء مع العاملين لحسابهم الخاص، سياسة تأمين جديدة تغطي الوسطاء ودليل أمان، على الوسطاء والعاملين لحسابهمم الخاص مراجعته مع غرف الاخبار الخاصة بهم قبل قبول المهمات.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة كريس بيكيت.
المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين