بعد منعها من دخول سوريا على خلفية تغطيتها أخبار الثورة
قوات الأمن السوري تعتقل كاتبا بصحيفة «السفير» اللبنانية في دمشق
“الشرق الأوسط”- بيروت: كارولين عاكوم
بعدما كتب الصحافي السوري محمد دحنون عن «تجارب الاعتقال السياسي في سوريا.. نشتم الموت لا نراه»، على ألسنة شباب اعتقلهم النظام السوري، ها هو اليوم يخوض هذه التجربة بنفسه، بعدما انضم إلى قافلة الصحافيين المعتقلين الذين وصل عددهم إلى 11 منذ بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حتى اليوم، بحسب المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. وقد أعلنت، أمس، صحيفة «السفير» اللبنانية التي ينشر دحنون مقالاته على صفحتها الخاصة بـ«ملحق الشباب» منذ سنوات عدة، خبر اعتقاله على موقع الملحق الإلكتروني. وكانت مواضيع دحنون الأخيرة قد ارتكزت على الاحتجاجات في سوريا، عاكسة توجهه السياسي المعارض للنظام وتأييده للثورة.
ومما جاء في الخبر الذي نشر على الموقع: «اعتقلت السلطات السورية يوم الثلاثاء، مراسل (شباب السفير) في سوريا الزميل محمد دحنون، أثناء وجوده في مظاهرة شعبية شهدتها منطقة الميدان في وسط دمشق، رفعت خلالها شعارات تطالب بالحرية. وأكد شهود عيان لـ(شباب السفير) أن القوى الأمنية اعتقلته، واقتادته إلى جهة مجهولة».
وقد ذكر الموقع أن دحنون، وهو من مواليد مدينة إدلب عام 1981، تخرج من جامعة دمشق في كلية الهندسة، ويراسل «شباب السفير» منذ أعوام، في شؤون ثقافية واجتماعية وسياسية، وقد انخرط في تغطية أحداث الثورة السورية، منذ اندلاعها، وعلى مر تطوراتها.
وقد أكد مصدر في «السفير» أن الاتصال مع دحنون انقطع مساء الثلاثاء، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «علمنا بخبر اعتقاله من زملائه الذين فقدوا الاتصال به وبحثوا عنه من دون جدوى، ورغم أن عددا من أصدقائه أخبرونا بأنهم شاهدوه في الميدان لحظة اعتقاله من قبل عناصر الأمن، فإننا لغاية الآن لم نتأكد إذا ما كان تعرض للضرب، ولا نزال نحاول معرفة مكان وجوده».
ومنذ الإعلان عن اعتقاله، أنشأ أصدقاء دحنون صفحة خاصة به تطالب بالإفراج عنه وعن معتقلي الرأي، وقد انضم إليها خلال أقل من 24 ساعة، 580 متضامنا ومطالبا بـ«الإفراج عن القلم الحر».
مع العلم بأن جريدة السفير، التي تعتبر مؤيدة للنظام السوري، كانت قد منعت في يوليو (تموز) الماضي من الدخول إلى الأراضي السورية على خلفية تغطيتها الاحتجاجات وتغير لهجة ناشرها طلال سلمان الذي توجه إلى الرئيس السوري بشار الأسد بنداءات عدة على صفحة الجريدة الأولى، وكان أولها قد حمل عنوان: «ما يشبه الكتاب المفتوح إلى الرئيس السوري بشار الأسد» الذي طالبه فيه بـ«العمل على وقف التدهور في مسار الأحداث وإنجاز تعهداته بالإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي والإعلامي قبل أن تسبقها التطورات الدموية التي يمكن أن يستخدمها أصحاب العقل الأمني كمبرر لتعطيل المسيرة في اتجاه الغد، حتى لو كان الثمن سجن البلاد ونظامها في الأمس الذي آن له أن ينتهي». وعبر عن استغرابه لاستخدام النظام الرصاص في مواجهة مطلب الإصلاح، واتهام «المندسين في صفوف المتظاهرين، وفي استخدام صور لا صدقية لها لأشباح اتهمها الأمن بافتعال الشغب والتسبب في المأساة الجديدة».