[٦ أيلول/سبتمبر ٢٠١٧] ـ انطلاقا من إيمانهم بالدور البناء لحرية التعبير ووسائل الإعلام في بناء السلام ومقاومة العنف والتطرف، أطلق المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وبالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، مشروعاً جديد بعنوان ‘مرصد خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
يهدف التعاون الجديد بين المنظمتين إلى التأسيس لفعل إيجابي نحو الحدّ من استخدام خطاب الكراهية في وسائل الإعلام المحلية، وبالتالي الحدّ من تأثيرها المدمر على المجتمع السوري كخطوة جديدة نحو تحقيق السلم الأهلي في البلاد، وتهيئة بيئة ديمقراطية تزدهر فيها حرية التعبير.
“عند مواجهة خطاب الكراهية، يجب أن نتذكر أنّ حرية التعبير قائمة بشكل خاص على احترام الكرامة والمساواة، كما احترام حقوق الإنسان بشكل عام. وانطلاقاً من نشاط وعمل اليونسكو في مجال تعزيز الديمقراطية والحقوق الأساسية والعدالة الانتقالية في سوريا، نتشارك اليوم مع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير في مواجهة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام السورية من خلال مشروع مرصد خطاب الكراهية والتحريض على العنف، الهادف إلى رصد خطاب الكراهية ومواجهته لتأمين بيئة إعلامية مهنية”، تقول “سيلفي كودراي”، رئيسة قسم حرية التعبير في اليونسكو.
يعمل المركز السوري للإعلام وحرية التعبير منذ تأسيسه في عام 2004، على بناء مجتمعات ديمقراطية تحترم الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان وتقوم على الحرية، العدالة والمساواة، حيث يؤمن المركز أنّ حرية التعبير والاعتقاد تشكل أحد أهم الدعائم الأساسية للمجتمعات الديمقراطية. وتحقيقاً لهذه الغاية، يعمل المركز مع وسائل الإعلام والمجتمع المدني لتعزيز هذه الحريات ودعمها ونشرها.
وتقول مسؤولة قسم الإعلام والحريّات في المركز “هنادة الحريري”: “يؤمن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير بالدور الرئيسي الذي تلعبه وسائل الإعلام السورية في تقديم معلومات مباشرة عمّا يحدث في البلاد، كما ويؤمن بقدرتها في التأثير على وجهات النظر المحلية والدوليّة، ومن هنا تأتي أهمية هذا المشروع”.
وتضيف: “إنّ توفير السياق الذي تقدم فيه معايير الدعم التقني والتدابير المتعلقة بالمساءلة بإمكانها أن تمثل خطوة متقدمة في مواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف والحد من استخدامه”.
مع بداية مظاهرات عام 2011 في سوريا، ظهرت مئات المبادرات الإعلامية المحلية لنشر الأصوات السورية التي تمّ إسكاتها لعقود. وعلى مدى السنوات الست الماضية، زاد استخدام خطاب الكراهية، والتحريض على العنف والإرهاب، والتحريض الطائفي، والتميّيز ضدّ المرأة والفئات المهمشة، بشكلٍ مقلق في وسائل الإعلام السورية.
وفي مواجهة هذه الدورة المتزايدة من العنف علينا العمل بشكل جاد لتحقيق التوازن الصحيح بين حرية التعبير التي تعتبر من أهم حقوق الإنسان الأساسية، من ناحية، والحاجة بنفس القدر لحماية المجتمعات والأفراد من التمييز والعنف.
يسعى مرصد خطاب الكراهية والتحريض على العنف إلى بناء شراكة أوسع مع وسائل الإعلام المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني من أجل البناء على الخبرات والمساعي السابقة في تنفيذ هذا المشروع. ويركز المشروع على رصد محتوى وسائل الإعلام السورية، عن طريق مجموعة من مراقبي وسائل الإعلام السوريين المدربين، لتقييم مدى استخدام خطاب الكراهية والتحريض، ورفع الوعي في المجتمع الإعلامي السوري حول أسباب استخدام هذا الخطاب وأشكاله وعواقبه، وطرق التعامل مع هذه القضية. وإنشاء أدوات ومعايير للحد من استخدامه.
هناك حوادث تاريخية كثيرة تبين كيف كان لوسائل الإعلام دوراً كبيراً سواء في تأجيج الصراعات أو إحلال السلام في المجتمعات. والتي أثبتت أن وسائل الإعلام بإمكانها الضلوع بشكل رئيسي في تعزيز القوالب النمطية التي من الممكن أن تؤدي إلى التمييز وممارسة العنصرية، وتعزيز الانقسام، والذي بإمكانه أن يقود إلى المزيد من الخسائر البشرية.
من خلال هذه الشراكة مع اليونسكو، يسعى المركز السوري للإعلام وحرية التعبير لتفعيل عملية رصد ومراقبة محتوى وسائل الإعلام كأداة للعمل على منع حدوث عواقب مماثلة في سوريا وتشجيع تطوير وسائل الإعلام نحو بناء السلام.