موجة جديدة من الانتهاكات والترهيب ضد الصحافيين
تدين مراسلون بلا حدود بشدة تنكيل السلطات العراقية بالمحطة الإذاعية الوحيدة المستقلة في محافظة القادسية (جنوب بغداد) راديو الصدى في مدينة الديوانية.
أبلغ أحمد القصير، مدير ومؤسس القناة، مؤخراً عن الضغوط الشديدة التي تعانيها إذاعته. ففي 25 تشرين الأول/أكتوبر 2011، قرر مجلس المحافظة إغلاق القناة وحظر نشر برامجها بحجة “برمجة الموسيقى المخالفة للآداب المحلية” في حين أنها تبث أغاني عربية قديمة بحسب مديرها.
بينما كانت الصدى تستعد للمباشرة بنشاطاتها في بداية العام 2011 من الديوانية، عاصمة المحافظة، تدخل المحافظ لمنع إطلاق هذه الإذاعة. وبعد سلسلة من المفاوضات بين أسرة التحرير والسلطات، أطلقت الإذاعة في أيار/مايو الماضي. إلا أن مجلس المحافظة سرعان ما فرض على الإذاعة تسديد مبلغ قدره 50 مليون دينار عراقي (28700 يورو) قابل للتجديد سنوياً بغية مواصلة البث. وقد شرح مدير القناة أن “ضريبة التسجيل” هذه قد رفعت بفضل تدخل لجنة الاتصالات.
إلا أن الصدى ظلت هدفاً للترهيب والضغط. وفي خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2011، تلقى عدد من الموظفين في الإذاعة تهديدات مجهولة المصدر على هواتفهم الجوالة. ففضّل عدد من أعضاء أسرة التحرير من بينهم مدير البرامج منتظر الكفائي الاستقالة.
في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2011، طلب الفرع المحلي من نقابة الصحافيين العراقيين من السلطات المحلية العودة عن إغلاق الراديو. فهذا القرار بحسب النقابة يشكل انتهاكاً لحرية الصحافة التي يكفلها الدستور. وقد شدد ممثله أنه قرار غير مسبوق في القضاء العراقي وحذر من المخاطر التي يمكن أن تترتب على القطاع الإعلامي.
تناشد مراسلون بلا حدود السلطات في مدينة الديوانية وضع حد للمضايقات الممارسة ضد إعلاميي الإذاعة. وتذكّر المنظمة بأن حرية الصحافة مضمونة في الدستور العراقي وقانون حماية الصحافيين الذي تم تبنيه في آب/أغسطس الماضي في البرلمان. كذلك، تطلب من محافظ الديوانية العدول عن قراره والسماح للإذاعة بأن تواصل بثها وتضمن سلامة موظفيها.
بالإضافة إلى ذلك، ألقي القبض على الصحافي المستقل الأمريكي دانييل سميث يوم الجمعة الواقع فيه 21 تشرين الأول/أكتوبر، حوالى الساعة الثانية عشرة (بالتوقيت المحلي) في نهاية المظاهرة الأسبوعية المنظمة في ميدان التحرير في بغداد. ولم يفرج عنه إلا في 26 تشرين الأول/أكتوبر عند الساعة الواحدة فجراً.
اعتقل الصحافي سراً من دون أنه يتمكن من الاتصال بقريب أو بالسفارة الأمريكية في بغداد ومن دون أن تتصل السلطات العراقية بالسفارة الأمريكية في العراق.
بعد اقتياد الصحافي إلى مركز اعتقال يقع بالقرب من مطار المثنى بعد ظهر يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر، استجوب غير مرة بشأن حضوره في التظاهرات. وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر باحاً، أحيل إلى مبنى في وزارة الداخلية حيث اتخذ قرار ترحيله. وأطلق سراحه بعد بضع ساعات بناء على تدخل من رئيس الوزراء.
يعمل دانيال سميث في العراق منذ العام 2003. وقد تعاون مع مجموعة الأزمات الدولية منذ العام 2008 ويساهم بين الفينة والفينة في أعمال مرصد الحريات الصحفية.