ليبيا تصف الصحفيين الأجانب بأنهم “خارجون عن القانون”؛ والاعتداءات على الصحفيين تتواصل في العراق وسوريا ومصر
نيويورك، 23 شباط/فبراير 2011 – تعرب لجنة حماية الصحفيين عن انشغالها جراء الاعتداءات الجارية على الصحفيين والمدونين في الشرق الأوسط. وقد أصدر نائب وزير الخارجية الليبي اليوم تحذيراً للصحفيين الأجانب الذين يعبرون الحدود الشرقية بأنهم سيعاملون “كخارجين عن القانون”، وذلك حسبما أوردت تقارير إخبارية. وفي العراق، اقتحم مسلحون مكتب جماعة محلية تدافع عن حرية الصحافة؛ وفي مصر، اعتدى مؤيدون للحكومة على جماعة من الصحفيين المحليين؛ وفي سوريا، اعتقلت السلطات في يوم الأحد مدوناً شاباً، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية.
تمكن بعض الصحفيين الأجانب في ليبيا من دخول البلاد عبر الحدود الشرقية، وذلك وفقاً لما أوردته تقارير إخبارية، ولكن أصدر نائب وزير الخارجية، خالد خايم، اليوم تحذيراً للذين دخلوا ليبيا بصفة منافية للقانون بأنه سيتم اعتقالهم إذا لم يسلموا انفسهم للسلطات، وذلك حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية. وقال خالد خايم، “هناك صحفيون دخلوا البلاد بصفة غير مشروعة ونحن نعتبر أنهم يتعاونون مع تنظيم القاعدة وأنهم خارجون عن القانون، ونحن لسنا مسؤولين عن أمنهم”. ووفقاً لتقارير إخبارية، فقدت حكومة القذافي السيطرة على الحدود الشرقية في يوم الثلاثاء.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بالقلق جراء التقارير بأن السلطات الليبية تعتبر الصحفيين الذين دخلوا البلاد مؤخراً من أجل تغطية الاضطرابات السياسية على أنهم خارجون عن القانون ومتعاونون مع تنظيم القاعدة. إن العالم يراقب عن كثب الطريقة التي تتصرف بها السلطات في طرابلس نحو جميع الصحفيين. يجب على السلطات التوقف عن إطلاق هذه التهديدات وأن تسمح لوسائل الإعلام بالعمل بحرية”.
تواصلت الاعتداءات على خدمات الإنترنت في المنطقة. ففي ليبيا، تم تعليق ربط الإنترنت بالعالم الخارجي لفترات استمرت لعدة ساعات خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما أن مستوى تدفق المعلومات الواردة والصادرة عبر الإنترنت بحسب ما سجله مراقبون خارج البلاد هو مستوى منخفض على نحو غير معتاد، مما يشير إلى أنه تم تقييد خدمات الإنترنت أو أنه تم قطع الخدمة عن مناطق معينة. كما انخفض مستوى تدفق المعلومات في اليمن في وقت مبكر من هذا الشهر، وهو ما فسرته شركة شبكات أربور المتخصصة بأمن شبكة الإنترنت بأنه قد يكون ناجماً عن تركيب وسائل تصفية إضافية.
وفي بغداد، قام عناصر من القوات المسلحة اليوم بمداهمة مكاتب مرصد الحريات الصحفية، وهو جماعة محلية معنية بحرية الصحافة، وذلك في الساعة الثانية بعد منتصف الليل. وأفاد بشار مندلاوي للجنة حماية الصحفيين، منسق في مرصد الحريات الصحفية، “لقد كسروا الأبواب، وخربوا المكاتب، وحطموا الأثاث، وصادروا أجهزة الكمبيوتر والكاميرات، وأرشيف مرصد الحريات الصحفية”، بما في ذلك معلومات شخصية حول جميع موظفي المرصد. وأفاد قاسم الموسوي، المتحدث باسم الجيش في بغداد، لوكالة أسوشيتد برس، أن الجيش العراقي نفذ عملية المداهمة، وزعم أنه كان لدى الجيش معلومات حول “شركة تعمل دون ترخيص”.
وفي مصر، قام اليوم حشد من الأشخاص الموالين للرئيس السابق حسني مبارك بالاشتراك مع حراس يعملون في وكالة أنباء الشرق الأوسط، وهي وكالة تابعة للحكومة، بالاعتداء على مجموعة من الصحفيين الذين كانوا يتظاهرون خارج مبنى الوكالة، وذلك وفقاً لما قاله صحفيون محليون. وأفاد محمود العربي للجنة حماية الصحفيين، وهو صحفي يعمل مع صحيفة الشروق، أن 25 صحفيا تقريباً انضموا إلى ما يقارب اثني عشر صحفيا من العاملين في وكالة أنباء الشرق الأوسط ممن كانوا يتظاهرون احتجاجاً على الخط التحرير المؤيد لمبارك الذي تنتهجه الوكالة. وطالب الصحفيون باستقالة رئيس الوكالة، عبدالله الحسن. وقد أصيب صحفي يعمل بالصحيفة المعارضة “الأحرار” ولم يعلن عن اسمه، وتم نقله إلى المستشفى. وقام الجيش بتفريق الحشد.
وفي سوريا، قامت قوات الأمن في يوم الأحد باعتقال المدون أحمد حديفة، والذي يكتب تحت اسم أحمد أبو الخير، وذلك في مدينة بانياس الساحلية، حسب ما أوردت جماعات محلية معنية بحقوق الإنسان. وقال مدون سوري آخر تحدث مع لجنة حماية الصحفيين بشرط عدم الإفصاح عن هويته، أنه تمت مصادرة جهاز الكمبيوتر التابع لأحمد حذيفة إضافة إلى الكمبيوتر التابع لشقيقته. وكان حذيفة قد استحدث ملتقى إلكترونياً باللغة العربية يسمح للذين يعانون من صعوبات سمعية أن يستمعوا إلى المواد المنشورة على مدونته “ملتقيات أحمد” التي تتناول الشؤون التكنولوجية، ولكنها تغطي أحياناً قضايا سياسية. وفي أحد المواد الأخيرة التي نشرها على مدونته، كتب عن الثورة في تونس ملمحاً إلى احتمال حدوث سيناريو شبيه في سوريا. وقال زميله المدون السوري “يمكن أن تكون هذه المادة التي نشرها على مدونته هي سبب اعتقاله”